إن تنفيذ مشروع للتوقي من التطرف العنيف أو مكافحته من شأنه أن يعرّضك، أو يعرّض مشروعك، أو مجتمعك للخطر. لقد ارتكبت العديد من المشاريع ذات النوايا الحسنة التي تعالج قضايا حساسة مثل التطرف العنيف عدة أخطاء لأنها لم تُصمم حسب مبدأ مراعاة ظروف النزاع. إن اعتماد مقاربة مراعية لظروف النزاع يُعدّ خطوة حيوّية نحو الحد من أي عواقب غير مقصودة قد تُقوّض أهدافك العامة وفرص تحقيقك للتأثير الإيجابي.
لكل مشروع (سواء كان مُتعلقا بالتنمية، أو المساعدة الإنسانية، أو بناء السلام) القدرة على دعم النزاع أو السلام. وفي سبيل ضمان مراعاة ظروف النزاع ، يجب أن تتبع المشاريع الخطوات اللازمة لتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي والحد من تأثيرها السلبي. ويرد في الجدول أدناه تقديم "ما يجب القيام به" في مجال يراعي ظروف النزاع و"طريقة القيام بذلك"، كما ورد في تلخيص منظمة تنبيه الدولية -International Alert:
"ما يجب القيام به" في مجال يراعي ظروف النزاع و"كيفيّة القيام بذلك"
ما يجب القيام به |
كيف يتمّ القيام بذلك |
---|---|
فهم السياق الذي تعمل فيه |
إجراء تحليل للنزاع وتحديثه بانتظام |
فهم التفاعل بين تدخلك والسياق | ربط تحليل النزاع بدورة برمجة تدخلك |
استخدام هذا الفهم لتجنب التأثيرات السلبية وزيادة التأثيرات الإيجابية إلى أقصى حد | التخطيط لتدخلك وتنفيذه ومراقبته وتقييمه بطريقة حساسة للنزاع (بما في ذلك إعادة التصميم عند الضرورة). |
تُعتبر مقاربة عدم الإضرار مراعية لظروف النزاع وهي تناسب المشاريع التي تعمل في مثل هذه البيئات. يمكن إدراج هذه المقاربة في معظم مراحل دورة المشروع. فالهدف ليس فقط ضمان عدم تسبب المشاريع الخاصة بك في تأجيج النزاع أو تعريض نفسك وموظفيك والمستفيدين من هذه المشاريع للخطر، بل ضمان قدرة مشروعك على تعزيز الروابط من أجل التوقي من النزاعات العنيفة أو التطرف أيضاً.
إن جوهر إطار عمل "عدم الإضرار" يكمن في تحليل عوامل التقسيم وعوامل الاتصال التي تلحق الضرر بالعلاقات بين المجموعات أو تقوم ببنائها. تمثّل عوامل التقسيم مصادر للتوتر، أو انعدام الثقة، أو الشكوك في مجتمع كان قد شهد في الماضي نزاعا بين مجموعات أو هو مهدّد بذلك في المستقبل. فهي بذلك تمنع خلق العلاقات الإيجابية. أما عوامل الاتصال فهي مصادر التماسك والثقة في المجتمع. وهي تبيّن قدرات الناس محليّا على إحلال السلام، كما أنها تساعد على إقامة علاقات إيجابية بين مختلف الأشخاص.
- لا يمكن أن يكون الأشخاص عوامل تقسيم أو عوامل ربط . ولئن كان لدى البعض مصلحة في الحرب و يمكنهم الاستفادة من النزاعات، فإن ما يقوله ويفعله الناس لبعضهم البعض هو الذي يمثّل عوامل التقسيم وعوامل الربط .
- إن الناس ليسوا بالضرورة طيبين أو سيئين, إنّما أفعالهم هي التي قد تكون إيجابية أو سلبية.
- ليست كل عوامل الربط إيجابيّة. في بعض الأحيان تكون العوامل التي تربط الناس عبر مختلف خطوط النزاع هي المصاعب، الصدمات أو التمييز. وعلى الرغم من أننا قد لا نسعى إلى دعم هذه العوامل من خلال أنشطة المشروع، إلا أنه يمكنها أحيانًا من تسوية الخلافات وخلق فرص للتعاون.
إن كلمة " SAVES" هي اختصار يمثل الفئات الخمس الرئيسية لتحليل عوامل التقسيم وعوامل الربط . والفئات الخمس هي:
الدروس الستّة لمبدأ عدم الحاق الضرر
كان مشروع "مبدأ عدم الحاق الضرر" عبارة عن جهد تعلمي تشاركي تقوده مشاريع التعلم التشاركي CDA. وقد تقاسم الآلاف من العاملين في مجال المساعدات، والمانحون، والمجتمعات خبراتهم في مجال المساعدات في سياق النزاع. واستنادا إلى الخبرة الجماعية، تمّ اعتبار الدروس الستة التالية دروسا كونية:
يعد النهج المراعي لظروف النزاع نهجا قيّما خلال كل مرحلة من دورة المشروع (التقييم، والتصميم، والتنفيذ، المتابعة والتقييم، والتعلم). قم باستخدام إطار عمل مبدأ عدم الحاق الضرر أثناء مرحلة التقييم لتحديد عوامل الربط وعوامل التقسيم، أثناء مرحلة التصميم لتحديد التأثيرات السلبية المحتملة أو نقاط الدخول المحتملة لأنشطة المشروع، أثناء التنفيذ لتقييم وفهم عوامل التقسيم وعوامل الاتصال وكيفية تفاعلها مع مشروعك بشكل منتظم. وأخيراً، قم بتطبيق الإطار عند المتابعة والتقييم والتعلم من مشروعك للتثبت من مدى تسبّب المشروع في تأثيرات سلبية غير مقصودة.
للشروع في تقييم عوامل التقسيم وعوامل الربط ، نوصي باتباع إطار العمل في ورقتي العمل هاتين.


بعد استخدام أوراق العمل أعلاه لتحديد أكثر عوامل التقسيم وعوامل الاتصال صلة في سياق مشروعك، فكّر في الأسئلة التالية في مرحلة التصميم:
- كيف يمكن تغيير عوامل التقسيم أو عوامل الربط هذه ؟ بعبارة أخرى، ما الأفكار التي يجب أن تقلل/تمنع عوامل التقسيم والأفكار لزيادة/دعم عوامل الاتصال؟
- ما الذي يمكن لفريقك فعله لتحقيق تأثير إيجابي؟ ما الذي أنت بصدد القيام به ويمكن أن يكون له تأثير سلبيّ؟ لماذا يحدث هذا التأثير السلبي؟ ما الذي يمكنك استبداله لتغيير التأثير؟ سيساعد فهم الإجراءات والسلوكيات على تقديم معلومات حول استراتيجيتك في التنفيذ (التي تمت مناقشتها بشكل أكبر في وحدة التنفيذ).
- ما هي الخيارات والفرص المرتبطة بالمؤشرات التي وضعتها في الخطوة الثانية أثناء تقييم عوامل التقسيم وعوامل الربط في وحدة التقييم؟
- كيف ستراقب التغييرات التي يسببها مشروعك؟ سيساعدك ذلك في الحصول على معلومات تساعدك على وضع استراتيجية المتابعة والتقييم (التي تمت مناقشتها بشكل أكبر في وحدة المتابعة والتقييم).
- إذا لم يحدث تغيير، فهل لديك خيار آخر؟ هل لديك عملية تمكّنك من معرفة السبب وراء عدم تحقيق التغيير للأثر المتوقّع ؟ سيقدّم لك ذلك معلومات مفيدة لخطة التعلم الخاصة بك (التي تمت مناقشتها بشكل أكبر في وحدة التعلّم).

بالإضافة إلى هذه التمارين العملية، يقدم ائتلاف مراعاة ظروف النزاع نظرة عامة مفيدة حول كيفية التفكير في دمج مراعاة ظروف النزاع في جميع جوانب إجراءات التشغيل والبرمجة في منظمتك. وهي مضمنة في دليل كيفيّة التوجيه إلى مراعاة ظروف النزاع .
يمكن أن يكون هذا الدليل مفيدًا في تقييم النهج الذي تتبعه منظمتك في التعامل مع مراعاة ظروف النزاع وفي تحديد المجالات المحتملة للتحسين.
للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية إجراء تقييم للقدرة على مراعاة ظروف النزاع، عد إلى الأداة أدناه.

كيفية التوجيه نحو مراعاة ظروف النزاعائتلاف الحساسيّة للنزاع |
ملاحظة إرشادية حول عدم إلحاق الظرر والمخاطرأداة مشاريع التعلم التشاركي لمبدأ عدم الحاق الضرر |
ملاحظة إرشادية حول عدم إلحاق الظرر لعام 2010: استخدام عوامل الرابط والتقسيمأداة مشاريع التعلم التشاركي لمبدأ عدم الحاق الضرر |