المساواة بين الجنسين والإدماج الاجتماعي

الرجال والنساء هم على حد سواء فاعلون وضحايا النزاعات والعنف ويجب أن تراعي مشاريع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته هذا المعطى.

عادة ما ينظر إلى الرجال على أنهم معتدون وإلى النساء على أنهنّ ضحايا أبرياء للعنف والنزاعات. ومع ذلك، فقد أجريت الكثير من البحوث في السنوات الاخيرة لاثبات عدم صحّة هذا التعميم دائما وأنه بدلا من ذلك، يجب اعتبار الرجال والنساء فاعلين وضحايا على حد سواء.

يمكن أن تحد الادوار الجندرية والأعراف الاجتماعية المتعلقة بما يمكن/لا يمكن للفتيات/النساء القيام به من قدرتهن على المشاركة في أنشطة البرنامج.

قد يكون للأعراف الثقافية والدينية في العديد من المجتمعات في مختلف أنحاء العالم دور في إملاء الأدوار الخاصة بالنساء والفتيات في المجتمع، وأنواع التفاعلات المسموح بها بين الذكور والإناث. وينبغي أن تؤخذ هذه المعايير في الاعتبار وأن يتمّ توفير المعلومات المتعلقة بكيفية إشراك المرأة المنخرطة في أنشطة البرنامج. فعلى سبيل المثال، قد تحول المسؤوليات المنوطة بعهدة الفتيات/النساء في البيت دون المشاركة في أنشطة البرنامج. وكثيرا ما تكون المسؤوليات المنزلية ذات أولوية ولا تترك لأعضاء المجتمع من الاناث إلاّ القليل من الوقت الحر للقيام بأنشطة خارج المنزل.

قد تؤثر الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالذكورة على ما إذا كان الأولاد/ الرجال سيتفاعلون مع أنشطة البرنامج و/أو يشاركون فيها وعلى كيفيّة قيامهم بذلك.

1. مثلما قد تحول المعايير الاجتماعية والثقافية للإناث دون مشاركتهنّ، فإنّ المعايير حول الذكورية يمكن أن تكون كذلك أيضاً. في المجتمعات الأبوية، يُنظَر إلى الرجال باعتبارهم الأعضاء المسيطرين في الوحدة الأسريّة. فهم الذين يعيلون عائلاتهم والذين يعملون على حماية شرف أسرهم والحفاظ عليه. وبالتالي فقد يكون من الصعب على الإناث المشاركة مع الذكور. وقد تكون النساء مشغولات للغاية بدعم أسرهنّ أو يشاركن في أنشطة أخرى مرتبطة بالرجال.

يمكن للنساء أن يلعبن دور صانعات تغيير وبناة سلام ذوات نفوذ كبير في مجتمعاتهنّ المحلية وينبغي الرجوع إليهنّ عند تصميم وتنفيذ برامج التوقي من التطرف العنيف ومكافحته.

رغم أن النساء كثيراً ما يفترض أنهن أكثر سلميّة من الرجال، إلا أنا هذا مجانب للواقع . للمرأة أدواتها الخاصة بوصفها صانعة للسلام، وهي تملك في كثير من الأحيان  رأس مال اجتماعي متطور، ويمكنها أن تؤثر على التغيير الإيجابي في مجتمعها المحلّي. في إطار أدوارهنّ كزوجات، أمهات، أخوات، مقدمات رعاية، وقادة في المجتمعات المحلية وغيرها من المهام، كثيراً ما تكون النساء في وضع جيد يسمح لهن بالكشف عن العلامات التحذيرية الدالة على التطرف في أسرهن ومجتمعاتهن، والأهم من ذلك، التدخل. وبوسع النساء أيضاً أن يعملن كنماذج إيجابية لأولئك الذين يهتمون ويعززون قيم الاعتدال والتسامح والقبول.

على نحو مماثل، يمكن للمنظمات النسائية أن تعمل كصاحبة مصلحة مؤثرة في التوقي من التطرف العنيف ومكافحته. ولا تمتلك هذه المنظمات المعرفة المحلية الحيوية فحسب، بل إنها غالبًا ما تمتلك علاقات عميقة وذات معنى داخل مجتمعاتها وسجلات متابعة إيجابية لتلبية احتياجات المجتمع.

مسألة النوع الاجتماعي هي أكثر من مجرد التركيز على المرأة

وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة ‘’تنبيه الدولية’’ فإنّ "أغلب عمليات برمجة التوقي من التطرف العنيف المراعية للاعتبارات الجندرية تركز على أدوار المرأة ومشاركتها في التوقي من التطرف العنيف ". ولكن "قد يكون من الأجدى أن ننظر إلى النوع باعتباره إطاراً للتحليل يشمل كل الناس: النساء، والفتيات، والرجال، والأولاد، وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم خارج هذا التصنيف. ويجب مراعاة الكيفية التي قد تعيش بها مختلف النساء والرجال والصبية والفتيات وأولئك الذين يتمتعون بهويات أخرى حياة مختلفة بطرق مختلفة اعتماداً على سبيل المثال على العمر، الخلفيّة الطبقيّة، تجربة الحياة، الإعاقة، أو المستوى التعليمي".