دراسة حالة

 جمعية جسور المواطنة هي منظمة مجتمع مدني تونسية تعمل منذ عام 2014  لدعم الشباب والمجتمع المحلي في الكاف. في عام 2019، أطلقت الجمعيّة مجلة شاركنا الشبابيّة، وهو نشاط دام ستة أشهر يهدف إلى ادماج  الشباب وأعضاء المجتمع في منطقتين في غرب تونس (الكاف وجندوبة) لرفع مستوى الوعي حول التنمية في مجتمعاتهم والمساهمة في التوقي من التطرف العنيف. ولتحقيق هذا الهدف، دعمت "جسور" إصدار مجلة يقودها الشباب وتركّز عليه لتعزيز الادماج التشاركي والإيجابي للشباب. كما سعى النشاط إلى بناء قدرات منظمات المجتمع المدني الأخرى في هذه المناطق المستهدفة وتعزيز شراكات أقوى فيما بينها.

 وقد تكون العديد من ميزات نشاط مجلة شاركنا الشبابيّة ذات قيمة في تصميم وتخطيط وتنفيذ مشروع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته:

•   مراجعة لكيفية ادماج  جسور لأصحاب المصلحة في المجتمع طيلة دورة المشروع.
•   إلقاء نظرة على كيفيّة ادماج  جسور للشباب وتأكدها من درايتهم بتصميم الأنشطة وتنفيذها.
•   نظرة عامة على خطط جسور واستعداداتها لاستدامة هذه المبادرة.

بالنسبة لمشروع مجلة شاركنا الشبابيّة، أشركت جمعية جسور أصحاب مصلحة مختلفين منذ البداية لتقييم احتياجاتهم وتبادل الأفكار حول الحلول الممكنة.

 بالإضافة إلى تحديد الشباب كمستفيدين رئيسيّين من مشروعها، سعت جسور إلى التأكد من أن المشروع يشملهم بشكل مباشر ليكونوا مساهمين فعالين فيه وفي مجتمعاتهم.

•   أدركت جمعيّة جسور أنّ الشباب بحاجة إلى المعرفة والأدوات اللازمة حتى يتمكنوا من قيادة عملية تطوير المجلة. وعلى هذا فإن أحد العناصر الرئيسية في تصميم المشروع كان يتلخص في بناء قدرات الشباب من خلال عقد دورات تدريبية رسمية، فضلاً عن التدريب المستمر من جانب خبير في الاتصال، وفريق جسور، واللجنة الاستشارية. وخلال استعراض ما بعد العمل، تقاسم المشاركون الشباب كيفيّة استفادتهم من التدريب والكيفيّة التي منحتهم بها هذه التجربة شعورا أقوى بالمسؤولية حتى يكونوا عناصر تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
•   قامت جمعيّة جسور بدمج المدخلات الصادرة عن الشباب في تصميم أنشطة المشاريع. وأثناء ورشة العمل التمهيدية، جمعت جسور معلومات عن اهتمامات الشباب واحتياجاتهم، وهي معلومات مفيدة لتصميم برنامج تدريب الشباب. فعلى سبيل المثال، بمجرد علم هذه الجمعيّة أن الشباب يولون قيمة لفرص التعلم التطبيقي والتدريبات العملية، قامت بتكييف تسلسل الأنشطة المخططة بحيث يتم العمل الميداني وجمع البيانات أثناء برنامج تدريب الشباب، بدلاً من أن يتمّ ذلك بعد انتهاء التدريب.

خططت جسور لاستدامة المشروع من خلال تصميمه وتنفيذه بعدة طرق:

•   أثناء مرحلة التقييم، أطلقت جمعية جسور محادثات مع الكيانات المحلية التي قد تدعم المشروع إلى ما بعد دورة التمويل الأولية.
•   أثناء مرحلة التصميم، عملت "جسور" على دمج العديد من العناصر في تصميم المشروع، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في ترسيخ الاستدامة:

 - نهجها في ادماج  الشركاء المحليين وأصحاب المصلحة من ذوي النفوذ، بما في ذلك من خلال اللجنة الاستشارية

 - تركيزها على بناء القدرات والعمل مع الخبير في مجال الاتصال لتصميم برنامج تدريبي، ودليل، ومواد يمكنها استخدامها لتدريب شباب إضافيين ودعمهم

 - استعراض ما بعد العمل الذي جمع بين الشباب، واللجنة الاستشارية، والمدرب، وفريق جسور، للتفكير في ما تمّ تعلّمه ووضع خطة الاستدامة. وقد أثمرت جهود جمعية جسور في استدامة مبادرتها. وبمجرد انتهاء التمويل الأولي، بادرت جسور إلى تعبئة الشباب والشركاء والمدرب لمواصلة العمل معاً وادماج  شباب إضافيين في إعداد العدد الثاني من المجلة الذي سيصدر في أوائل عام 2020.