ما هي إدارة المخاطر؟
إدارة المخاطر هي النهج والممارسة المنهجية لإدارة عدم اليقين وذلك للحدّ من الضرر المحتمل والخسارة وزيادة الفرص والمكاسب المحتملة إلى أقصى حد. ويتلخص هدف إدارة المخاطر في "تحديد أفضل مسار للعمل في ظل عدم اليقين من خلال تحديد القضايا المتصلة بالمخاطر وتقييمها وفهما واتخاذ القرارات بشأنها والإبلاغ عنها". إن إدارة المخاطر تشكل بطبيعتها عملية تمكين: فبدلاً من اثارة القرارات للتوقف عن البرمجة، تهيئ العمليات الفعالة لإدارة المخاطر الظروف اللازمة للمضي في البرنامج، بل ونجاحه. انظر المورد أدناه.
فيما يتمثّل الخطر في سياق مشروع ما؟
تعرف المنظمة الدولية للمعايير (ISO) المخاطر بأنها "تأثير عدم اليقين على الأهداف". وقد يكون التأثير إيجابياً (توفير الفائدة/الفرصة) أو سلبياً (العمل كتهديد أو إثارة الضرر). وبالتالي، ينطوي الخطر على انحراف عمّا هو متوقّع.
لماذا تعتبر إدارة المخاطر هامة بالنسبة إلى مشاريع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته؟
توجد بعض المخاطر في تنفيذ أي نشاط من أنشطة التوقي من التطرف العنيف ومكافحته. لذلك، عليك التفكير في اتباع نهج استباقي لتحديد هذه المخاطر والاستجابة لها طوال فترة تنفيذ المشروع.
سمتان مميزتان لمجال التوقي من التطرف العنيف ومكافحته تجعلان من إدارة المخاطر أمرًا ضروريًا
|
احتمالات التأثير السلبي أو الإيجابي مرتفعة بشكل خاص. إذا لم يتم تحديد المخاطر والتخطيط لها في مشروع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته، فإنّه يمكن زيادة احتمال إلحاق الضرر بالأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمة بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، إذا حددنا المخاطر وأدرناها لمساعدة المشروع على تحسين تحديد أولويات النشاط وفعاليته وكفاءته، فإن الأفراد والمجتمعات المشتركة في مشروع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته يمكن أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة هذا التطرف في مجتمعاتها. |
وجود احتمال متزايد للمخاطر عند العمل على التوقي من التطرف العنيف ومكافحته. عند العمل في المواقع المتأثرة بالنزاعات أو في المناطق المعرضة لخطر التطرف العنيف، فإنك تعمل على قضايا غالباً ما يساء فهمها، ومثيرة للجدل، والاستقطاب. وهو أمر من شأنه أن يثير مخاطر تتعلق بسمعة المنظمة وأمن الموظفين. فضلا عن ذلك، وبما أن التوقي من التطرف العنيف ومكافحته يُعدّ حقلا جديدا نسبياً، فهناك مناقشات وغموض مستمران حول التعريفات الأساسية، والعوامل التي تدفع إلى التطرف العنيف، وتلك التي قد تنجح أو تفشل عندما يتعلق الأمر بالبرمجة للتوقي من هذا التطرف ومكافحته. |
إنّك من خلال تحديد المخاطر وإدارتها في مشروع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته، تعمل على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة وتعزيز إمكانية التنفيذ الفعال والتأثير الإيجابي لمشروعك، مع حماية المجتمع والمستفيدين من المشروع والفريق والمنظمة.
لئن كانت نُهُج إدارة المخاطر تختلف من مشروع أو منظمة إلى أخرى، فإن هذه النُهُج تتضمن عادة الخطوات الموضحة في الجدول أدناه.
| الخطوة1: تحديد الخطر |
عادةً ما تقوم بتحديد "فئات المخاطر" للتأكد من إلمامك بمختلف أجزاء أو مراحل المشروع. وقد تتضمن هذه الفئات: المخاطر التشغيلية؛ المخاطر السياقية؛ المخاطر الأمنية؛ المخاطر المؤسسية؛ والمخاطر البرنامجية. |
|
الخطوة2: تقييم الخطر |
عند تحديد أيّ خطر من الأخطار، أجب عن سؤالين رئيسيين:
باستخدام هذا التقييم، يمكن لفريقك أن يسجل أو يصنّف رقميّا(منخفض أو متوسط أو مرتفع) الامكانيّة/الاحتمال والتأثير المتوقع للمخاطر. وغالباً ما يتم تقديم نتائج هذا التقييم في شكل مصفوفة مخاطر، مع درجة الاحتمال والتأثير على المحاور المختلفة، لإظهار المخاطر الأكثر أهمية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. |
|
الخطوة3: خطة الاستجابة |
ضع خطة لكيفية الاستجابة لهذه المخاطر. وفي أغلب الأوقات، لا يمكن التوقي من حدوث هذه المخاطر وعلى الاستجابة أن تحدد كيفية إدارتها. وعادةً ما تتضمن الإستجابات المحتملة إحدى الطرق التالية:
تجنب المجازفة من خلال عدم القيام بالنشاط المحفوف بالمخاطر في المقام الأول |
يستند هذا الجدول إلى نظرة عامة على إدارة المخاطر المنصوص عليها في المبادئ التوجيهية التشغيليّة بشأن إعداد وتنفيذ الإجراءات المموّلة من الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في بلدان ثالثة.
توجد العديد من أطر عمل وأدوات إدارة المخاطر التي يمكنك الاعتماد عليها في مشروعك. برامج إدارة المخاطر للتوقي من التطرف العنيف التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: هي مذكّرة توجيهيّة موجّهة للممارسين تصف خمس خطوات رئيسية (انظر الرسم البياني أدناه) لتطبيق عملية إدارة المخاطر في مشروعك الخاص بالتوقي من التطرف العنيف ومكافحته. انقر على هذه الوثيقة المرجعية السريعة التي تلخص الخطوات الخمس لعملية إدارة المخاطر في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تحقق من هذا المثال لسجل المخاطر المقتبس من دليل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. سيساعدك سجل المخاطر هذا على تطوير خطتك للاستجابة للمخاطر المحددة.
إدارة المخاطر أو الحساسية للنزاع: أي منهما يجب أن أقوم به؟
الإجابة المختصرة هي: كلاهما! فكثيراً ما تعمل إدارة المخاطر مراعاة ظروف النزاع معاً، وقد تعمل بعض الأطر على الجمع بين الاثنين. فعلى سبيل المثال، يتضمن إطار إدارة المخاطر الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمشار إليه أعلاه مراعاة ظروف النزاع كأحد المبادئ الاساسيّة. إن هذه الحساسيّة مطلوبة لإدارة المخاطر على نحو فعّال، وذلك لأن إلحاق الضرر، على الرغم من أنه عادة غير مقصود، قد يؤدي إلى تضخيم المخاطر التي قد تتعرض لها المنظمة، أو البرنامج، أو الموظفون أنفسهم.
وضعت مشاريع التعلم التشاركي مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن تساعدك على دمج مبدأ "عدم الحاق الضرر " في تخطيطك لتحليل المخاطر والتخفيف منها.
كيف تبدو مخاطر التوقي من التطرف العنيف ومكافحته؟
ستختلف المخاطر بالنسبة لكل مشروع استناداً إلى السياق والمنظمة التي تنفذ هذا المشروع. يمكن للمنظمات تحديد فئات و/أو أنواع المخاطر التي توجه عملية إدارتها. ويحدد إطار إدارة المخاطر التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ثلاث فئات من المخاطر والفرص - السياقية والمؤسسية والبرنامجية.
حددت المفوضية الأوروبية فئات أو أنواع المخاطر التالية: المالية، التشغيلية، الأمنية، القانونية، السياسية، المتعلقة بالسمعة والإدارية.
تعكس هذه القائمة التوضيحية المخاطر التي حددتها مشاريع أخرى للتوقي من التطرف العنيف ومكافحته أو منفّذون آخرون . إنّ القائمة غير شاملة، ولكنها يمكن أن تساعد منظمتك على التفكير في فئات وأنواع المخاطر التي قد تكون ذات صلة بالمشروع.