لِمَ يُعتبر التعلم والتكيّف أمرا مهمّا؟

كما هو مضمّن في وحدة التقييم، يمكنك بدء مشروعك من خلال جمع المعلومات (كأن يكون ذلك من خلال تقييم التطرف العنيف أو تقييم المخاطر) لتوفير المعلومات الضروريّة لعمليّتي التصميم والتنفيذ. ولئن كانت هذه الخطوة هي خطوة أولى ضرورية، فمن المهم بنفس القدر مواصلة هذا التعلم طوال مدة المشروع والتكيّف عند الضرورة لضمان استمرار فعالية المشروع وملاءمته. ويعتبر هذا الأمر ساري المفعول على أغلب أعمال التنمية، ولكنه يصلح بشكل خاص في المشاريع التي تعالج التطرف العنيف. والتكيّف ضروري لمراعاة التغير في التطرف العنيف وديناميكيات النزاع ودرجة تعقيدها العالية.

إن التعقيد المتأصل في مشاريع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته نوعان: تعقيد المشكلة وتعقيد السياق.

تعقيد المشكلة

يعني تعقيد المشكلة أن المشاكل تتعلق بسياق محدد للغاية بحيث لا يمكنك ببساطة نقل الحلول من سياق إلى آخر. ويعني أيضاً أن القضايا متعددة الأوجه؛ وأنّ مكونات النشاط تتفاعل بطرق لا يمكن التنبؤ بها، مما يجعل من الصعب توقع كيفية تأثير نشاط معين على النتائج، وهو ما يتطلب بالتالي الملاحظة المستمرّة.

ما هي بعض العوامل التي تساهم في تعقيد التطرف العنيف والحاجة إلى مشاريع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته لدمج التعلم والتكيّف؟

  •   إن الجهات الفاعلة في التطرف العنيف سريعة في تحويل خطابها واستراتيجياتها وبؤرها وأساليب عملها. ويجب أن تستمر البرمجة في العمل ولكن لا يمكنها القيام بذلك إلا إذا تمّ تزويدها بالمعلومات عن طريق مراقبة ديناميكيات هذا التطرف وتحليلها بشكل محدث.
  •   عندما يحدث التطرف العنيف في البيئات المتأثرة بالنزاع، فإنّه من المرجح أن يكون السياق متقلباً بشكل خاص. وستكون مواكبة التغيرات في السياق مهمة بوجه خاص بالنسبة للمنظمات المحلية.
  •   إن تتبع الكيفية التي ترتبط بها العوامل على المستوى الوطني أو الهيكلي بالمستوى المحلي، أين يرجح أن تحدث أغلب المشاريع، يشكل أهمية بالغة لفهم الكيفية التي قد يتحول بها مشهد التطرف العنيف.
  •   قد تتحول استجابات الحكومة المضيفة لمواجهة التطرف العنيف أيضاً بسرعة، ولابد من تتبع التفاعل بين هذه الاستجابات ونشاط التطرف العنيف وفهم تأثيره.
  •   لا يزال التوقي من التطرف العنيف ومكافحته مجالاً ناشئاً ويفتقر إلى قاعدة من الأدلة ـ وخاصة البيانات المتعلقة بالممارسات التي أثبتت فعاليتها في سياقات مختلفة.

قد تم تكييف هذه المعلومات من هذا المصدر.

تعقيد السياق

قد يؤثر تعقيد السياق على المشروع حتى وإن لم تكن الاشكالية نفسها معقدة. وفي الدول الهشة المتضررة بالنزاعات أو في حالات الطوارئ الإنسانية، تتطلب معالجة المشاكل،  حتى "البسيطة" منها، قدرا من التكيف.

Title
كيف يمكن للتعلم والتكيّف أن يعالج برامج التوقي من التطرف العنيف ومكافحته؟

التعلم

يمكن أن يتخذ التعلم أشكالاً عديدة ويخدم أغراضاً مختلفة. يتضمن التعلم نهجك والإجراءات المتصلة به لجمع البيانات المتعلقة بالمشكلة التي تركز عليها وتحليلها، والأنشطة التي تقوم بتنفيذها، والسياق الذي تتم فيه هذه البرامج، من أجل إستخراج الدروس التي يمكنك الاستفادة منها في برامجك (جزء "التكيف" من التعلم و التأقلم ).

يسلط هذا المصدر الضوء على أهمية التعلم من أجل توفير المعلومات الضروريّة للتكيّف  في البرمجة التنموية. كما يتولّى أيضًا شرح نوعي التعلم الذي يمكنك القيام به:

التعلم المتسلسل

حدّد نشاطا أو أكثر من الأنشطة المرتبطة (على سبيل المثال، مجلة يقودها الشباب تغطي القضايا المرتبطة بالشباب الذين يواجهون التطرف العنيف في مجتمعاتهم) وقم بإجراء أنشطة التعلم أثناء التنفيذ لتقييم التقدم المحرز وتحديد الدروس المستفادة. سيؤدي هذا التعلم بشكل مثالي إلى إحداث تغييرات والتأقلم في النهج والأنشطة. فعلى سبيل المثال، قد يكشف البرنامج التدريبي للمجلة التي يقودها الشباب عن قدرة الإذاعة على الوصول بشكل أفضل إلى جمهور الشباب، وبالتالي فإن البرنامج قد يقرر إضافة هذا العنصر إلى نهجه.

التعلم الموازي

قم بتنفيذ أكثر من نشاط أو مجموعة من الأنشطة المرتبطة في نفس الوقت (على سبيل المثال، مجلة يقودها الشباب و نشاط منفصل لتشكيل نوادي المواطنة في المدارس لتعزيز اللاعنف والمشاركة المجتمعية) وإجراء أنشطة التعلم لتقييم التقدم المحرز وتحديد الدروس المستفادة. ومن خلال تنفيذ نهجين في نفس الوقت وتحليل نتائج كليهما، يمكنك فهم النهج الأفضل وإدخال التعديلات التي تراها ضرورية.

نصائح لمرحلة التنفيذ

استخدم كل من التعلم المتسلسل والموازي

لا تنظر إلى أنواع التعلم هذه على أنها منفصلة أو أنّ أحدها يفترض استبعاد الآخر، فهي تصف الطرق الأساسية التي يمكنك استخدامها لتطوير منحى التعلم الخاص بك. وعلى مستوى الممارسة العملية، يمكنك تنفيذ أنشطة التعلم التي تعزّز كلاً من التعلم التسلسلي والموازي في نفس الوقت.

التكيّف

يشير التكيف إلى ما تفعله بالبيانات التي جمعتها والتعلم الذي قمت بتوليده؛ يشير إلى الإجراءات التي سيتخذها مشروعك استجابةً لما تعلمته. وفقًا لتقرير اصدرته منظمة مؤسسة آسيا (The Asia Foundation) تحت عنوان: إختبار الستراتيجية : نهج مبتكر لرصد برامج المساعدات المرنة للغاية، فإنّ ثلاثة أسباب عادةً ما تدفع مشاريع التنمية للتكيف. وقد قمنا بمراجعة هذه الأسباب لتطبيقها على مشاريع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته.

1
Details
حصول الفرق على معلومات جديدة أو وصولها إليها

طوال تنفيذ المشروع، تقوم الفرق باستمرار بمعالجة المعلومات الجديدة (التي تتراوح بين نتائج تقييم رسمي للتطرف العنيف إلى وجهات نظر أعضاء الفريق)، مما يؤدي إلى تكوين فهم أعمق وأكثر دقة للسياق المحلي وللمشكلة. وغالبًا ما تكون العلاقات القائمة على الثقة المتبادلة أساسية في الوصول إلى المعلومات الجديدة، ولا سيما المعلومات المتعلقة بمواضيع حساسة مثل التطرف العنيف. وقد لا يفصح الشركاء والمساهمون الرئيسيون الآخرون عن آراءهم الحقيقية أو معلوماتهم الداخلية إلى أن يتم بناء ثقة كافية مع أحد أعضاء الفريق. وهو أمر يجعل المعلومات التي يتم الحصول عليها في مرحلة تصميم البرامج غير كاملة في كثير من الأحيان.

2
Details
التغييرات الخارجية أو التحولات في السياق

من غير الممكن إدراج جميع التغييرات الخارجية التي قد تدفع فريقا إلى التكيف، فهذه التغييرات قد تشمل إنشاء مؤسسة جديدة تركز على التوقي من التطرف العنيف ومكافحته، أو سياسة دولية أو محلية جديدة  لمكافحة الإرهاب، تغيير الحكومة، حوادث أمنية أو إرهابية أو التغييرات الأخرى التي تطرأ على السياق والتي تؤثر على المشكلة، أو المستفيدين من المشروع أو أصحاب المصلحة فيه، أو المجتمع ككل.

3
Details
العقبات والإنجازات

إن تصميمك عبارة عن افتراض مدروس يستند إلى المعلومات المتوفرة لديك في ذلك الوقت حول أفضل مسار لتحقيق هدفك المتعلق بالتوقي من التطرف العنيف ومكافحته. إن مواجهة تحدي ، مثل رفض أعضاء المجتمع المشاركة في نشاط يركز على التوقي من التطرف العنيف، ليس بالضرورة أمراً سيئاً، بل يمكن أن يوفر وجهات نظر أساسية تتعلق بكيفية تأطير الأنشطة أو الحاجة إلى بناء الثقة التي تزيد من احتمالات تحقيق نتائج أفضل.

استناداً إلى هذا المصدر حول الإدارة القابلة للتكيّف، يوجد نوعان رئيسيان من التكيف:

 

التأقلم التكتيكي:

يشير التأقلم التكتيكي إلى تعديل الأنشطة استجابة لمعلومات المتابعة أو التغذية الراجعة. ويركز هذا النوع من التأقلم عادة على تحسين أداء المشاريع والتنفيذ أو على تحسين إشراك المجتمعات المحلية أو المستفيدين في الأنشطة التي تمّ التخطيط لها.

التأقلم الاستراتيجي:

يشير التأقلم الاستراتيجي إلى تصحيح أكثر عمقاً للمسار، في استجابة للتعلم أو التغذية الراجعة التي تشكك في مدى ملاءمة النهج الذي يتبعه المشروع والأنشطة التي تمّ التخطيط لها. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي التعلم إلى تغييرات في نتائج المشروع، أو إضافة أنشطة أو حذفها، أو تغيير المجموعة المستهدفة.

الإدارة القابلة للتكيّف

الإدارة القابلة للتكيّف هي إطار واسع للتعامل مع التعلم والتكيّف في مشاريع التنمية. وهو يتضمن الرصد والتعلم وجمع التعليقات أثناء تنفيذ المشروع. والأهم من ذلك أنه يتضمن إجراء تعديلات وتصحيحات للبرنامج استجابة لهذا التعلم. وتعرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الإدارة القابلة للتكيّف باعتبارها "نهجاً متعمداً لاتخاذ القرارات والتعديلات للاستجابة للمعلومات والتغييرات الجديدة في السياق". وعلى هذا الأساس، فإن الإدارة القابلة للتكيّف لا تتعلق بتغيير الأهداف أثناء التنفيذ؛ بل تتعلق بتغيير المسار المستخدم لتحقيق الأهداف استجابة للتغييرات. عد إلى وثيقة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هذه للحصول على مزيد من الارشادات بشأن الإدارة القابلة للتكيّف.

 

يمكنك العثور على ما تقدّم في مكتبة المصادر الخاصة بنا

في مكان لاحق من هذه الوحدة سوف نلقي نظرة أكثر تفصيلاً على نماذج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وغيرها من المنظمات فيما يتصل بتطبيق أطر التعلم والتكيّف والإدارة القابلة للتكيّف.