دراسة حالة

Title
بناء القدرات وقياس تأثير التواصل من أجل التغيير السلوكي من أجل التوقي من التطرف العنيف ومكافحته

جمعية الشفاء هي منظمة محلية للمجتمع المدني مقرها طنجة، بالمغرب. نفذت شفاء نشاطاً لمدة سبعة أشهر ممولا بمنح يركز على زيادة وعي الشباب المحلي بالتطرف العنيف. وقام المشروع بتدريب 15 من العاملين في المجال الاجتماعي والتعليمي على تقنيات الاتصال حتى يتمكنوا من تنفيذ حملة توعوية لمدة أسبوعين حول الرياضة و تعزيز التسامح والتماسك الاجتماعي في بني مكادة، بطنجة.

في أعقاب ورشة عمل دامت خمسة أيام، قام أربعة إلى خمسة من العاملين في جمعية شفاء بدعم تقني من منظمة FHI 360 بوضع محتوى لحملة زيادة الوعي التي نظمتها الجمعية. وشملت هذه المواد خطة المتابعة والتقييم لتحديد ما إذا كان للحملة أي تأثير على معارف الشباب ,مواقفهم وسلوكياتهم. وخططت شفاء لتوسعة نطاق حملة البرنامج لتشمل مدينة طنجة بأكملها. وبالتالي فإن تقييم نتائج الحملة التجريبية في بني مكادة كان ذا أهمية قصوى في جمع الأدلة اللازمة لدعم خطط البرمجة المقبلة في الجمعيّة.

اطلقت جمعية شفاء رسمياً حملة التوعية في بني مكادة في 18 جوان/ يونيو 2019. وقد رفعت الحملة شعار # ASpaceforAll(#فضاء للجميع)، مشيراً إلى مجتمع يحترم التنوع.

وشملت الحملة المكونات التالية:

  •   صفحة خاصة بالأحداث على الفيس بوك يديرها فريق عمل شفاء. وقد اعتمدت شفاء على العديد من المنشورات المرئية التي تم نشرها عبر هذه الصفحة.
  •   إعلان عن صفحة الحدث على موقع شهير على الأنترنت للأخبار المحلية وفي صحيفة أسبوعية محلية (الصحيفة المحلية الوحيدة في طنجة).
  •   عرض مرئي لهشتاغ الحملة وشعارها في خمسة عشر ملعب كرة قدم محلي في بني مكادة.
  •   توزيع أربعمائة سترة تدريب لكرة القدم تحمل شعار الحملة لمنظمات المجتمع المدني الرياضية المحلية في بني مكادة.
  •   لوحات إعلانية في أربعة مواقع مختلفة في ملعب كرة القدم في طنجة وبني مكادة.
  •   إعلان في محطة إذاعية محلية لمدة ثلاثين ثانية أربع مرات في اليوم خلال فترة تمتد على أسبوعين.

منهجية وافتراضات المتابعة والتقييم

قامت جمعية شفاء بوضع دراسة استقصائية (ترجمت إلى الدارجة المغربية) لجمع بيانات أوليّة وختاميّة حول تصورات الشباب، ومواقفهم، وسلوكياتهم في مجتمعاتهم. ولقد سعت بذلك إلى فهم الطريقة التي يفكر بها الشباب في التسامح والقيم الإيجابية الأخرى.

حرصت جمعية شفاء عن قصد أن تكون الدراسة الاستطلاعيّة بسيطة بحيث تمكن المتطوعين من جمع البيانات بسهولة من خلال المقابلات الشخصية. وقد خططت جمعية شفاء في البداية لإجراء مقابلة مع نفس المشاركين في المرحلة الأوليّة والختاميّة لقياس التأثير المحتمل للحملة بشكل أفضل. وكان من شأن هذه العملية أن تمكن الجمعيّة من فهم كيفيّة تغيير مواقف أو سلوكيات المستجيبين من قبل بدء الحملة إلى ما بعد انتهائها. ولكن من المؤسف أن المتطوعين لم يتمكنوا من مقابلة نفس المستجيبين بعد انتهاء الحملة، وعلى هذا فإن جمع البيانات لم يشتمل إلا على شباب كانوا حاضرين خلال الحملة.

وكان حجم العينة في الدراسة الاستقصائيّة 100 شاب، بما في ذلك مشجعوا كرة القدم/الرياضات الشبابية (مع وجود توازن بين الجنسين على الرغم من المعايير الثقافية المحلية والقيود المفروضة على التفاعلات بين الجنسين في الأماكن العامة). وحددت جمعية شفاء لكل من المتطوعين الستة جمع 20 ردا على الاستبيان كحد أقصى لما مجموعه 100+ استطلاع.

كانت إحدى الفرضيات الرئيسية أن  يكون جميع الشباب الذين شملهم الاستطلاع قد رأوا (أو سمعوا) عن حملة شفاء. وقد أدرج لهذا الغرض سؤال فرز أولي. وقررت شفاء استهداف ملاعب كرة القدم بالإضافة إلى ملاعب الأحياء المجاورة و الملاعب المجتمعية قبل بدء الحملة، ثم مرة أخرى بعد انتهاء الحملة.

أشركت شفاء مجموعة من المتطوعين الشباب من المجتمع المحلي لمعرفتهم بالسياق المحلي وقامت بتدريبهم على إجراء الدراسة الاستقصائية. وشمل التدريب عرضا للمشروع، الغرض من الدراسة الاستقصائية والمنهجية، فضلا عن الاعتبارات الأخلاقية ومنهج مبدأ عدم الحاق الضرر.

Title
ملخص النتائج
المعارف المواقف السلوكيات
  •   52 % من الشباب المستجيبين يعتقدون أن رسالة الحملة (الدعوة إلى السلام والتسامح في التصدّي للعنف في ملاعب كرة القدم) كانت واضحة.
  •   وافق ما يقرب من ثلثي (63%) المشاركين في الاستطلاع على رسالة الحملة، الأمر الذي أظهر إيماناً قوياً بالرسالة المتمثلة في التسامح مع الآخرين.
  •   أشار ما يقرب من نصف (47%) الشباب المستجيبين للدراسة إلى أنهم ينظرون إلى مؤيدي الفرق الأخرى نظرة أكثر إيجابية في نهاية الحملة.
  •   شعر ما يقرب من 30% من الشباب (من 44% إلى 72%) بقدر أعظم من الارتياح في التعامل مع الشباب المنتمين إلى مجتمعات محلية أخرى في نهاية الحملة.
  •   34 % من المستجيبين الشباب لاحظوا وجود أوجه تشابه أكثر من الاختلافات مع الشباب المؤيدين لفريق آخر بعد التفاعل مع حملة #Fada2_Liljami3.
  • قبل الحملة، رد ثلث الشباب بأنهم سوف يبنون الثقة من خلال الروح الرياضية، في حين اعتبر 14% فقط من الشباب أنّ الجهود على مستوى الاتصال ورفع الوعي وسيلة أساسية لبناء الثقة.
  • في نهاية الحملة، أصبح الشباب يعتبرون بشكل متزايد أنّ الاتصال والحوار (36%) وسيلة لبناء الثقة، على قدم المساواة مع الروح الرياضية (39%).

الدروس المستفادة من عملية المتابعة والتقييم التي أجرتها جمعية شفاء:

استطاعت جمعية شفاء أن تؤكد أن الشباب في بني مكادة يتشاطر إيمانا قويا بالرسالة العامة للتسامح مع الآخرين، مما يظهر بشكل توضيحي تغييرا إيجابيا في المواقف بين الشباب الذين شهدوا الحملة التي أطلقتها ويثبت أنّهم أكثر ميلاً إلى تقييم التواصل مع الشباب الآخرين كأفراد خارج إطار المنافسة الرياضية. وقد ساعد هذا التعلم في تخطيط جمعية شفاء لتوسيع نطاق الحملة لتشمل منطقة أكبر، كما ساعد على تكرار الحملة لزيادة الوعي حول الموضوعات الأخرى.

قامت شفاء بقياس تأثير الحملة واختبرت قدرات الموظفين على إجراء حملة تواصل فعالة من أجل التغيير السلوكي و الاجتماعي. كما سمح لها المتابعة والتقييم أيضا بتحديد الاحتياجات من القدرات التقنيّة الإضافية اللازمة لتحسين فعالية حملتها والجودة الإجمالية لبرمجتها.

كما ساعد تقييم الحملة جمعية شفاء على تحديد الثغرات المهمة في نهجها. فعلى سبيل المثال، تخطط الجمعيّة لتكون أكثر انتباها للاعتبارات الجندرية حتى تتمكن من تشريك المرأة بشكل أفضل في أنشطتها. ولقد تبلورهذا الدرس حينما توصل تقييم الحملة إلى أن عدد النساء اللاتي شملتهنّ الدراسة الاستقصائية كان ضئيلاً للغاية نتيجة القيود الثقافية.