ما هو التطرف العنيف؟

قد يشمل مجال العمل على مشاريع تتعامل مع التطرف العنيف على عديد التحديات والمخاطر. ويعود ذلك أوّلا لغياب تعريف متفق عليه عالمياً لهذا المصطلح مما قد يؤدي إلى سوء فهم حول كيفيّة تحديد "المتطرف العنيف" في السياق الخاص بك وحول ما تحاول التوقي منه، وهو ما سيؤثّر حتما على طريقة تصميمك لمشروعك. ونظرًا لأن التطرّف العنيف موضوع حساس على الصعيد السياسي، وغالبًا ما يحدث داخل بيئة متأثرة بالنزاعات، فإن الجهود الرامية إلى التوقي منه قد تعرّضك إلى مخاطر شديدة. ويصدق هذا الأمر بشكل خاص إذا ما تمّ اعتبارك متحدّيا لسلطة وشرعيّة الجماعات أو الجهات الفاعلة شديدة العنف المستفيدة من النزاع. لذلك فإنّه من المهم جدا أن تحدد ما تعنيه بالتطرّف العنيف في سياقك الخاص، وأن تعمل باستمرار على دمج مبادئ مراعاة ظروف النزاع في كل مرحلة من دورة المشروع. ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول هذه المفاهيم أدناه

رغم اختلاف التعاريف، فإن الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدولية قد عرّفت التطرف العنيف في وثيقة سياسة مكافحة التطرف العنيف لعام 2011 على هذا النحو: "يحيل التطرّف العنيف إلى الدعوة، المشاركة، الإعداد أو تقديم الدعم بأيّ شكل من الأشكال للعنف الذي تحركه دوافع إيديولوجية من أجل تحقيق أهداف اجتماعية، اقتصادية وسياسية".

لا زال هذا التعريف يسبّب بعض الالتباس على مستوى الممارسة العملية مما دفع الأمم المتحدة لوضع تصنيف مفيد للخصائص الرئيسية المشتركة لدى الأفراد الذين يمارسون التطرف العنيف، و يُعنى هذا التصنيف أيضا بتحديد "من" سيقوم بصياغة طريقة تحليل دوافع هذا التطرّف (انظر وحدة التقييم)..

 

Title
الخصائص الرئيسيّة للأفراد والمجموعات الممارسين للتطرّف العنيف

على الرغم من الاختلافات المهمة على مستوى الإيديولوجيا والتكوين والأهداف، فإنّ الجماعات والأفراد الذين يمارسون التطرّف العنيف يشتركون في عدد من الخصائص:

  • الاستهداف المتعمد للمدنيين– بهدف إلحاق الضرر بهم –  (الأفراد والمجتمعات) بسبب هوياتهم.
  • عدم التسامح مع الخطابات التي تتحدى منظومتهم العقائديّة الأصوليّة.
  •   التجاهل المتواصل والعنيف للخطاب المدني، والثقافة، والفكر العلمي أو العقلاني، وحقوق الإنسان، والطرق القانونيّة، والتجسيدات التقليدية والحديثة للقانون والسلطة.
  • الإشارة إلى عدة رموز، سواء كانت دينية (الشريعة، الإنجيل) أو غيرها (من قبيل الصليب المعقوف)
  •   في بعض الحالات، عدم الاعتراف بالدولة الوطنيّة أو على الأقل بالحدود القائمة.
  •   في حالات أخرى، يرتبط تمجيد الدولة القوميّة بالخطب التي تكرّس تفوّق شعب / طبقة على أخرى (وهو ما لوحظ عند النازيين، ونظام بول بوت، وفرسان كو كلوكس كلان)
  • التعبير عن الأهداف الفردية أو الجماعية بعبارات عدمية أو مُشيرة إلى الهلاك أو الكارثة، بدلاً من تقديمها كأهداف سياسية قابلة للتحقيق (ولو أن هذه التصريحات النبيلة كثيراً ما تخفي لدى قادة الجماعات المتطرفة العنيفة طموحات أكثر عملية للحصول على السلطة أو السيطرة على الأراضي).
  •   التمييز الممنهج للنساء وإساءة معاملتهنّ ومحاولة إخضاعهن عن طريق الاغتصاب، والاسترقاق، والاختطاف، والحرمان من التعليم، والزواج القسري، و/أو الإتجار الجنسي (جزء من الإيديولوجيا أو ممارسة لدى العديد من الجماعات المتطرفة العنيفة)

 

يمكنك العثور على  كل ما سبق في مكتبة المصادر الخاصة بنا