دراسة حالة

Title
دراسة تشخيصية حول التطرف العنيف في منطقة تمبكتو

 الجمعية المالية لبقاء الساحل (AMSS) هي منظمة مجتمع مدني من مالي تعمل على دعم السلام ومرونة المجتمع من خلال تنفيذ مشاريع تركز على التعليم، الحوكمة المحلية، سلامة الغذاء، بناء السلام وحل النزاعات، إدارة الموارد الطبيعية، العمل المدني، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في منطقة تمبكتو في شمال مالي.

في إطار مشروع الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدوليّة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي نفذته منظمة  FHI 360، تلقت الجمعية منحة لإجراء دراسة لتحديد عوامل الدفع للتطرف العنيف في خمس دوائر (تومبوكتو، وغوندام، وراروس، وديري، ونيافونكي). ويُنتظر من الدراسة أن توفّر المعلومات الضروريّة لتصميم برمجة مستقبليّة للتوقي من التطرف العنيف ومكافحته في منطقة تمبكتو. وخلال مرحلتين من عملية جمع البيانات، أجرت الجمعية مقابلات ومناقشات جماعية مركّزة. واستجوبت 97 شخصا، منهم 21 امرأة. وانضم 188 شخصا إلى مناقشات مجموعات التركيز، بمن فيهم المشاركون الآتي ذكرهم:

  •  35  من قادة المجتمع
  •  3  قادة دينيّين (مسيحيّين)
  •  6  ممثلين عن المنظمات غير الحكومية
  •  72  ممثلة عن الجمعيات النسائية
  •   72 ممثلا عن الجمعيات الشبابيّة

أسئلة البحث

  تضمنت الدراسة التشخيصية ستة أسئلة بحثية:

  1. أي من السكان هو أكثر عُرضة لخطر الراديكالية المؤدية إلى التطرف العنيف ولماذا؟
  2.   أين يعيش الأشخاص المعرضون للخطر في دائرتك؟
  3. ما هي الأسباب أو العوامل التي تعزز الراديكالية بين شباب الدوائر المستهدفة (الإيديولوجية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية)؟
  4.   أين وكيف تقوم الجماعات المتطرفة العنيفة بتجنيد أعضاء جدد؟
  5. ما هو دور المجتمع، والقادة التقليديّون والدينيون لمكافحة استقطاب الشباب والالتحاق بالجماعات المتطرفة؟
  6. ما هي أكثر الطرق فعالية للتوقي من الراديكالية المؤدية إلى التطرف العنيف؟

بعد جمع البيانات، قامت "الجمعية المالية لبقاء الساحل" بتيسير خمس منتديات لأصحاب المصلحة، بمعدل منتدى في كل دائرة، للتحقق من نتائج البحث حيث عمل ثلاث أعضاء في الفريق على مدى 25 يومًا، من 20 أفريل/نيسان إلى 10 جوان/يونيو 2017، لإجراء الدراسة، بما في ذلك وضع أدوات البحث، وجمع البيانات، وإجراء منتديات التحقق وكتابة التقارير.

 

 النتائج

أثناء جمع البيانات في الدوائر الخمس في منطقة تمبكتو، لاحظ الأشخاص المستجوبون أن انعدام الأمن (وخاصة سرقة الماشية والمركبات ونهب الممتلكات) قد زاد من حدة الفقر والهشاشة لدى السكان المحليين حيث تمت عرقلة قدرة المواطنين على التنقل وقدرتهم على المشاركة في النشاط الاقتصادي، الأمر الذي غذى شعوراً بعدم الأمان. وقد وجد السكان المحليون أنفسهم في وضع فقدوا فيه أيّ مصدر للدخل بسبب نقص فرص العمل. وكشفت البيانات التي تم جمعها عن عوامل الدفع التالية التي تؤدي إلى التطرف العنيف:

  •   الافتقار إلى الشفافية بين السلطات المسؤولة عن إدارة الشؤون المحلية أو العامة
  •   المشاركة المتدنية من جانب الشباب والنساء في عملية اتخاذ القرار على المستوى المحلي
  •   تآكل القيم التربويّة
  •   الافتقار إلى قدرة الشباب على الوصول إلى فرص العمل اللائقة
  •   سوء فهم الدين والإسلام
  •   ضعف إسداء الخدمات القضائيّة
  •   الظلم والتهميش والتمييز

 ساعد تحليل النتائج الجمعية المالية لبقاء الساحل (AMSS) في ما يلي:

  •   تحديد الأدوار والمسؤوليات المحتملة لمختلف أصحاب المصلحة في تنفيذ الأنشطة (من قبيل، التشريعات الخاصة بالمبلغين عن المخالفات، الخط الساخن المجاني، إنشاء منصات ويب وتطبيقات الهاتف المحمول) للتوقي من  التطرف العنيف.
  • التأكيد على أهمية إشراك  القواعد الشعبية في جميع مراحل أنشطة الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته بما في ذلك التقييمات والتصميم.
  • إدراك افتقار المجتمعات إلى الوسائل/الموارد والشراكات اللازمة لتنفيذ أنشطة الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته وحاجتها إلى الدعم حتى تتمكن من تعزيز تماسك المجتمع وقدرته على الصمود.
  •   استنتاج مفاده أن ضعف تماسك المجتمع يؤدي إلى تفاقم الضعف في مواجهة التطرف العنيف.

 صادقت الجمعيّة على نتائج البحوث من خلال منتدى أصحاب المصلحة المتعددين واتخذت جملة من الإجراءات بناء على التوصيات الصادرة عنه لتيسير مناقشات المائدة المستديرة مع الشباب والنساء وقادة المجتمع في منطقتين. إثر ذلك، دعمت الجمعية أيضاً القادة المحليين في تنفيذ ثلاثة أنشطة يقودها المجتمع المحلي تهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي.