أنشئت "الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية" (ATIL)في عام 1993، وقامت منذ ذلك الحين بتنفيذ أكثر من 50 مبادرة لتعزيز حماية الطفولة، التعليم الأساسي، التدريب، والتكامل الاجتماعي - المهني للتوقي من الاقصاء الاجتماعي للشباب. وتعمل هذه الجمعية بشكل أساسي في مدينة "تطوان بالمغرب"، وتتعاون مع العديد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة المحلية والكيانات الحكومية.
وبما أن منظمات المجتمع المدني في المغرب تفتقر في كثير من الأحيان إلى الموارد اللازمة للقيام بأنشطة تركز على التوقي من التطرف العنيف ومكافحته، قررت الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية تزويد المنظمات المحلية بأداة تساعدها على تطوير وإدماج أنشطة التوقي من التطرف العنيف ومكافحته في أعمالها الجارية. وفي إطار مشروع الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليّة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Cove-Mena)، تلقت هذه الجمعية مساعدة تقنية من منظمة FHI 360 لتحسين واختبار مجموعة أدوات متاحة لمساعدة منظمات المجتمع المدني الأخرى في تصميم وتنفيذ أنشطة اجتماعية ثقافية تكون على دراية بالتوقي من التطرف العنيف ومكافحته.
وقد أبرزت تجربة الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية في العمل مع الشباب المهمشين والضعفاء أهمية ادماج أصحاب المصلحة الموثوق بهم ــ مثل المدارس والجمعيات المحلية ــ للمساعدة في ضمان مشاركة المجتمعات المحلية وتحسين مدى وصول أنشطتها وتأثيرها. بالإضافة إلى ذلك، أرادت الجمعيّة التأكد من مدى تكيّف مجموعة الأدوات مع المجتمعات المحلية حيث توجد معايير جندرية محافظة للغاية وحيث لا يزال التطرف العنيف موضوعاً بالغ الحساسية. وبناء على ذلك، استعانت بخبير محلي لتسهيل القيام بعملية تشاركية لتحسين مجموعة الأدوات. وشملت هذه العملية ما يلي:
سعت الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية إلى ادماج العديد من أصحاب المصلحة في كل مرحلة من مراحل المشروع من خلال:
- وضع وتنفيذ منهجية قائمة على مجموعة الأدوات لتدريب أصحاب المصلحة المحليين على تكييف ودمج أنشطة التوقي من التطرف العنيف ومكافحته في برامجهم الاجتماعية التي يتم تنفيذها في المرافق التعليمية العامة (المكتبات العامة، المراكز الثقافية، والمدارس)
- إدراج استراتيجيات ادماج أصحاب المصلحة في معالجة المخاطر السياقية واعتبارات الإدماج الاجتماعي و الجندري؛ ووضع خطة لنشر المعرفة وتبادلها لاختبار قابلية المنهجية للتكيف في سياقات أخرى
صممت "الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية" أنشطتها لضمان الاستدامة بعد فترة انجاز المشروع من خلال:
- التقييم الاستباقي للقدرات والتركيز على بناء القدرات التقنيّة لمنظمات المجتمع المدني لضمان استمرارية العمل بعد أن ينتهي التمويل الأولي
- تحسين قدرة فريق عمل الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية على تدريب ممارسين آخرين وموظفي منظمات المجتمع المدني حول كيفية استخدام مجموعة الأدوات المتوفرة
- تصميم وتنفيذ الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تشمل التوقي من التطرف العنيف ومكافحته
- "تصفيف وتنسيق" برنامجها من خلال تصميم أنشطة المتابعة مع (مشروع الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليّة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من أصحاب المصلحة) التي تعتمد على تأثيرات النشاط الأولي قصير المدى وتعمل على الاستمرار في تعزيزها.
بناءً على تصميم النشاط الذي يركز على مجموعة أدوات بناء قدرات منظمات المجتمع المدني، قامت الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية بتخطيط وتنفيذ ثلاثة أنشطة متابعة على الأقل:
- بالشراكة مع بلدية تطوان، أطلقت الجمعيّة برنامجاً تدريبياً لمنظمات المجتمع المدني في منطقة تطوان لتعزيز قدراتها التقنية في مجال البرمجة الاجتماعية والثقافية. وقد استخدمت الجمعيّة مجموعة الأدوات كوثيقة مرجعيّة ودرّبت المشاركين على كيفية استخدامها، حتى يتمكنوا من تصميم وتنفيذ الأنشطة في المرافق العامة التي يعملون بها.
- بالتعاون مع برنامج تموله وكالة التعاون الإسبانية، أطلقت الجمعيّة، ووزارة التعليم والتدريب المهني في تطوان، مشروع التوقي من التطرف العنيف ومكافحته لفائدة المهنيّين في قطاع التعليم العام في المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية العامة. وقد استحدثت نشاطا تشاركيّا لتخطيط العمل من أجل تصميم وتنفيذ أنشطة التوعية بالتوقي من التطرف العنيف ومكافحته، وزيادة الوعي والأنشطة الاجتماعيّة الثقافيّة التي تسهم في التوقي من التطرف العنيف ومكافحته في المدارس.
- نفذت الجمعيّة نشاطاً لمدة خمسة أشهر في إطار برنامج منح تابع لمشروع الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليّة لمكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتوقي من تطرف الشباب. وشمل النشاط يوماً دراسياً لأصحاب المصلحة المتعددين حول التطرف العنيف في منطقة طنجة تطوان الحسيمة وسلسلة من دورتين تدريبيّتين للمدربين لفائدة منظمات المجتمع المدني الشريكة للمشروع المذكور في الجزائر وتونس لمشاركة واختبار قابليّة التأقلم مع منهجيّة الجمعية التطوانية للمبادرات الاجتماعية والمهنية في التوقي من التطرف العنيف ومكافحته.